Powered By Blogger

الخميس، 15 أغسطس 2013

حوليات 6: عن الدوائر الامنطقية للالوان

كانت  اللوحة بيضاء امامها تتخللها دوائر متشابكة من الالوان 
كانت تضع الفرشاة امامها وسارحة فى ملكوت الله
متعوده هى بان ياتيها كل صباح يحادثها عن الالوان
هذه المرة كان جالس بجوارها يرتشف القهوة صامتا
يترقب ماذا سوف تفعل بباقى الالوان
بعد صمت طويل سالها
هل تودين ان نلعب لعبه
قالت وهل لى حرية الاختيار
وضع فنجان القهوة جانبا 
وقال لها: لم اضغط عليكى لترسمى لوحه ساقول لكى لونا وتقولين لى بما يمثله لكى
ابتسمت :وهل هذه اللعبة ستجعلنى ارحل من هنا
قال : دعينا نرى فيما تفكريين اولا
حسنا   
الابيض
نجمة كنقطه نور فى عتمه الاقدار
الاسود
 الليل وتسالنى عن الليل اقول لك وكيف لى ان انام  والاوجاع تحاصرنى
الازرق
صوت الامواج  تتصارع والرسايل المنسيه فى البحر
الاحمر
الورود والوريد والخط الفاصل بينهم حد السكين
البنفسج 
وبين تدرجاته يقبع العشق السادى لتفاصيل حلم عاشقان لليلية حب تحت القمر 

قال لها :لماذا دوائر من الالوان ؟

قالت: كل الطرق تلتوى فى النهاية لدوار متداخلة لامنطقية وكل ماعلينا ان نفعله ان نضيف الالوان لنبث فيها بعضا من روح الحياة او ناخذها ونرحل

قال: هل تدركين ماتقولين

ابتسمت كأنها قد انتصرت فى معركة اليوم وقالت : انا ملكة الالوان استطيع ان اقص عليك قصص الالوان جميعا
ولكنى لا استطيع ان اتعايش مع فكرة الطرق المؤدية الى نهاية حتمية  لتجعلك ان تعيش ماتبقى من عمرك فى دوائر

 قال :لما لاتدريدين ان اساعدك  لكى ترحلين عن هنا 
قالت : اريد ذلك وبشدة ولكنك تحول بينى وبين الرحيل 
قال: اريديك ان ترحلى خارجا بعيدا عن هنا
قالت: اريد ان اصعد فوق لعلنى اقفل تلك الدائرة للابد
هنا قد صمت 
كتب بعد الملاحظات فى ورقة وارتشف باقى القهوة ورحل
رأت اشخاص قادمون من بعيد , هى تعرفهم جيدا بملابسهم البيضاء التى لا تخطها العين
اخذوا منها الالوان 
 تقاوم
تصرخ
تثور
تسمعهم يقولون بأنها اصيبت بلعنة 
ولكنها تعلم جيدا بأنهم هم اللعنة 
عندما اصبح الون الاحمر هو  السائد فى الشوارع والاسود فى القلوب 
اصبحوا هم اللعنة
يقدوها الى مكان مغلق 
يقيدوها 
وتراه من بعيد قادم 
يعطى الاوامر بصوت عالى : توضع تحت الملاحظة 48 ساعة وعدم السماح باى زيارات لها 
يسرى فى جسدها مفعول السائل الشفاف
وتغمض عينيها وهى تبتسم فهى على مشارف بحر من الالوان فى انتظارها  




شيماء حسن 
14/8/2013
16/8/2013


http://www.francoise-nielly.com/index.php/galerie

هناك تعليق واحد: