Powered By Blogger

الجمعة، 9 أغسطس 2013

حوليات 5: انت المنفى وانت السكن

أتنفس الصعداء 
الجو يتصاعد به الرطوبة كأن هناك أحد قد أشعل الغلاف الأرضي لننعم بحمام بخار طبيعي 
أحاول أن أتنفس
أهرب إلى منطقة بها نسمة هواء
لا يوجود 


أتوجه إلى الشرفة
أتفقد هاتفي ...الصمـت 
أتطلع إلى السماء
"شاهد يارب " 
لا أجد من أشكو إليه غيرك
أتحدث مهما أتحدث ... لا أحد يفهمني
أشعر وقتها بأنني أريد الصراخ
أتجنبه جاهدة و ألوذ في الصمت 


أشعر بأنى هشة هذه الأيام
كأن البخار يذوّب ما تبقى مني و يجعلني كالريشة فى مهب الريح
يأتى صوت درويش 
"وكن أنت حيث تكون واحمل عبء قلبك وحدك
اتجاهله واتذكر قصيدتنا الاولى لدرويش ايضا "اجمل حب
حين قال " حبيبان نحن الى ان ينام القمر 
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
ونبقى رفيقين دوما  "




أحاول أن أتنجنب مصادر الألم

وأتعامل كأن شيئاً لم يحدث
يقابلني التجاهل بما يشعرني بالخوف ... الخوف من الجميع 
كأننى فى طريقي للمنفى 
كيف أهرب من المنفى 
و أنت المنفى وانت السكن 
تتبدل المعانى فى حضرتك وتبقى انت سيد الموقف كعادتك بلا منازع


أتفقد الهاتف ... الصمــت 
كيف تنقلب المعاني وأصبح انا المذنبة ؟ 
أشعر بأننى أكفّر عن ذنب لم أقترفه من البداية 
أتطلع إلى السماء من جديد 
"شاهد يارب" 
تهب نسمة هواء باردة كأن يد الله قد بعثت فى الهواء لتلملم ما تبقى مني 
أبتسم
أفرغ ما في جعبتي تضرعاً اليه
أشعر بعدها بالهدوء
أستند إلى حائط الشرفة و أذهب بعدها في نوم عميق بلا كوابيس
أصحو على رنين الهاتف بنغمة مميزة
أتطلع إلى السماء 
"شكرا يارب " 


شيماء حسن
 10/8/2013 
2:00 صباحا

 


هناك تعليق واحد:

الكاتبة والإعلامية فاطمة العبيدي يقول...

وفي شكواك للناس ذل وعارُ
وفي ذلّك لله .. على الناس رفعة


تحياتي