اضاءة خافتة
اتشبث بملائه السرير احاول ان اخذ نفس عميق
نوبة من الاختناق تأتينى من جديد
هذه المرة اشعر بوخز فى كتفى الايسر والعرق يتصبب منى
اسمع صوت امى من بعيد
تقول اشياء كثيرة لاافهمها
ولكنى المح على وجهها علامة الذعر
ظلام
اضاءة خافتة
اغيب عن الوعى كثيرا
لا استطيع ان اميز شئ
كل ما اراه هو المرايات فى كل مكان
ونساء من حولى من جميع الاعمار
يتجولون انهم لايرونى فقد حاولت ان استفسر عن هذا المكان
لامرأه ملامحها مالوفة بالنسبة لى ,ولكنها لا تعيرنى اهتماما كاننى غير موجوده
ارى فى اخر الغرفه طفلة تجلس منزوية تبتسم لى
فأذهب اليها
شعرها القصير الناعم وعيونها الواسعتين وهذا الفستان الاحمر المميز
كاننى انظر لصورة لى وانا صغيرة
اتراجع هلعا من فكرة ان ارانى وانا صغيرة
ولكنها تنظر لى بشبه ابتسامه وتعدل من جلسة القرفصاء
وتهمهم بكلام لا استطيع ان اميزه
احاول ان اقترب ان افهم ماتقوله لى
انتشل بعنف من هذه الغرفه
ظلام
اضاءه خافتة
اصحو مفزعة على صوت جهاز ضربات القلب وغرفه بيضاء من حولى
ارى اشباح اشخاص وراء الستار
احاول ان اناديهم ولكننى اغوص فى الفراش كأن الفراش يريد ان ينتشلنى من هنا
وانا اقاوم ذلك
اجد صعوبة فى التنفس فتنهار قواى واستسلم للغوص
ظلام
اضاءة خافتة
من جديد ارى نفس المكان هذه المرة اسمع صوت موسيقى قادم من بعيد
وهؤلاء النسوة يتجولون ايضا
هناك شئ ما مشترك بينهم
اركز جيدا فى ملامحهم وفى زيهم
التصقت بالحائط التى تغطيها المرآة من كل اتجاة
وعندها ادركت من هؤلاء توقفوا عن التجول ووقفوا ونظروا لى
هذه انا عندما كنت فى المدرسة الثانوية اتذكر هذا اليوم جيدا وهذه الملابس السودا فقد كنت متجهة الى عزاء خالتى رحمها الله
وهذه انا ايضا مع ربطة ايشارب يشوبها الاهمال هذه انا فى السنوات الاولى من الجامعة
وهذه انا عندما قررت عدم السفر ثانية
واخرى انا محاولا الالتحاق بسلك التعليم الجامعى
كل هؤلاء النسوة هم انا فى مراحل اتخاذ قرارات مصيرية فى حياتى
بدؤا يتحدثون جميعا فى صوت واحد ويقتربون منى
اجد صعوبة فى التنفس ولا استطيع تميز مايقولون احاول ان اجد مخرجا
لا يوجد المرايات فى جميع الاتجاهات تعكسنى باكتر من شخصية وكل شخصية تتحدث وتفعل اشياء غير الاخرى
اخبط على المرآة احاول ان اكسرها تنكسر وارى نزيف من الدم
لا استيطع ان اميز مصدره ولكنى اشعر بألم
وافقد الوعى
ظلام
اضاءة خافتة
اصحو فى غرفة مظلمة ويأتى ضوء خافت من مكان ما لا اعرف مصدره
هناك مرآة واحده فى هذه الغرفة ارانى بداخلها متلحفة بالسواد والحكل الاسود يحاوط عيناى هناك الكثير من الاكسسوارات التى البسها ولكن مايميزنى هذا الخاتم العريض ذو الفص الازرق التى اردتيه فى يدى اليمنى
هناك نظرة لا اعرفها عنى فى هذا الانعكاس
فانا جالسة على الارض وهى واقفة تبتسم لى فى خبث
وتمد يدها من خلال المرآة ثم تخرج منها
انها لاتحرك شفتيها ولكنى اسمعها
هى:ها قد عدتى
انا :من انتى؟
هى:انا انعكاس لكى
انا:ولكنى لست هكذا
هى:تودين ان تكونى هكذا
انا:لماذا انا هنا
هى: لكى ترحلين
انا: الى اين؟
هى :عبر النفق الذى فى اخره الضوء كما تقولون
اثار الرعب ترتسم على وجهى : هل هذه النهاية ؟
هل تمزحين معى
هى:لا يهم
انا:لن افعل اشياء كثيرة فى حياتى بعد
هى: كان بأمكانك ان تفعلى الكثيرولكنك فضلتى الانتظار
انا: ظننت ان هناك متسع من الوقت
هى: فكنتى تنتظرين ...هكذا قد مرت حياتك فى الانتظار
انا فى توسل : اعطينى فرصة اخرى
هى تبتسم وتقول : لا استطيع فقد حان الوقت
تنفتح الغرفة المظلمة بالغرفة التى بها المرايات وهؤلاء بالخارج ينظرون لى فى حسرة
احاول الهروب ولكن المرايات فى كل مكان تسد عنى الطريق
هى تشير باصبعها الذى يزينه الخاتم الى هؤلاء النسوة وتقول : فلتأتوا بها
اجرى فى كل مكان احاول ان اكسر المرايات لا استطيع
ينتابنى نوبه من العياط الهستيرى ولكنى لا استطيع ان اخرجه
اتشنج فى مكانى واجلس على الارض متكورة على نفسى
مثلما كنت افعل عندما يواجهنى موقف صعب فى حياتى
اقول لنفسى :انه حلم انه كابوس سوف تستيقظين الان
اراهم قادمون من كل اتجاة
انه حلم
يحاولون ان يمسكوا بى
انه كابوس
ارى مرآة تنفتح على نفق مظلم
سوف تستيقظين
وفى اخره ضوء
الان
اغمض عينى بقوة
ظلام
اضاءة خافتة
افتح عيناى بصعوبة بالغة
ارى وجهه امى الباكى بجانبى واخرون معها لا اعرفهم
احاول ان اقول شئ ما
يقول لى شخص من الواقفين : حاولى ان ترتاحى الان فقط مرت مرحلة الخطر
ويدعوا امى للخروج لكى ارتاح
تطبع قبله على جبينى وترحل
اقول لنفسى انه مجرد كابوس مزعج اخر
اشعر بالراحه من الفكرة
احاول ان اتقلب لاحظى بوضعيه افضل للنوم
سقط شئ ما له رنين على الارض
نعم اننى اميزة جيدا خاتم عريض ذو فص ازرق وعندما ادركت بانه لم يكن كابوسا
تصاعد صوت جهاز ضربات القلب الى ان صمت للابد
شيماء حسن
11/7/2011
5:15 صباحا
تم التعديل
24/7/2011